الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: الأب المؤسس صاحب الرؤية الثاقبة لدولة الإمارات العربية المتحدة

ببصيرة نافذة ورؤية استثنائية، أبحر الشيخ زايد في المشهد القبلي المعقد ليصوغ اتفاقًا لم يسبق له مثيل. فيدُه الثابتة وجّهت ميلاد الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، مُرسّخًا بذلك دعائم الاستقرار الذي ظلّت بقية الدول تنظر إليه بإكبار وإعجاب.
وحيث رأى الآخرون صحراء قاحلة، أبصر الشيخ زايد مجتمعات مزدهرة ومستقبلًا من الرخاء المستدام. فسخّرَ عائداتِ النفطِ لتشييدِ المدارسِ والمستشفياتِ وتطويرِ البُنى التحتيةِ، بمزيجٍ فريدٍ من العزيمةِ الصادقةِ والرحمةِ الإنسانيةِ قلَّما شهدته القيادة المعاصرة. واليوم، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة شاهدًا حيًا على فلسفته المتوازنة. ففيها تتدفق القيم التقليدية الأصيلة جنبًا إلى جنب مع الفكر المبتكر، تمامًا كما أراد الشيخ زايد. ولا يزالُ إرثُهُ العظيمُ ماثلاً في كلِّ جانبٍ من جوانبِ الحياةِ الإماراتيةِ، بدءًا من الرعايةِ البيئيةِ الرائدةِ وصولاً إلى الدبلوماسيةِ الدولية الحكيمة.
النشأة المبكرة والارتقاء إلى سدة الحكم
شكّلت رمال صحراء أبوظبي شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل أن يشكّل هو معالم وطنه. فقد وُلد نحو عام 1918، في زمنٍ حافلٍ بالتقلبات، لتبدأ رحلته من حياة القبائل نحو آفاق القيادة ذات الرؤية الثاقبة، بدروسٍ تعجز عن تقديمها أيُّ مدرسةٍ تقليدية.
حكمةٌ مُستقاةٌ من الرياح والنجوم
أدركه اليُتم وهو ابنُ ثمانٍ، إثرَ انقضاء عهد أبيه القصير، ليجد نفسه تائهًا في عالمٍ بدأ يتغير من حوله، ملامحه لم يألفها بعد. ففي زمنٍ انهارت فيه تجارة اللؤلؤ، وتبعثرت معه أحلام الثراء، كانت الأسر التي نعمت بالأمس بالرخاء تكافح اليوم من أجل البقاء على سواحل قاحلة لا ترحم.
أصبحت رحلات الصحراء فصله الدراسي، وبات شيوخ القبائل أساتذته. تتلمذ زايد على أيدي حكماء البادية، فنهل من معينهم الصافي دروس الاهتداء بالنجوم، يحفظ مواقعها في السماء كما يحفظ الشاعر أبياته، بينما كان أطفال العالم الآخر يطرقون خشب المقاعد في قاعات الدرس. وتعلّم أن يقرأ نذر العواصف من لسعات الريح وهمسات الرمال، قبل ساعات من وصولها.

علمته الصقارة التوازن الدقيق بين الصبر والحسم. فدرس كيفية صمود نباتات الصحراء أمام شح الموارد، درسًا غرسه لاحقًا في رؤيته لإدارة الموارد الوطنية. أما بصيرته السياسية، فنهلها من مجالس الشيوخ؛ حيث اعتاد أن
يُصغي بانتباه إلى رجال القبائل وهم يحلّون نزاعات قديمة بأناة، ويصوغون حلولًا متزنة تحفظ لكل طرف كرامته ومكانته.
تحوُّل الواحة
حينَ قَدِمَ الشيخ زايد إلى العين واليًا عليها عام 1946، وجد مجتمعًا يقف على حافة الانهيار. فقد تداعت نُظم المياه القديمة، وراحت النزاعات حول الموارد الشحيحة تُنذر بتقويض السلم الأهلي الهش بين القبائل المحلية.
وبدلًا من أن يُصدِرَ الأوامرَ من مكاتبَ وثيرَةٍ، كانَ يجوبُ الأراضيَ الزراعيةَ بنفسِهِ. وكثيرًا ما فاجأ المزارعين بظهوره مع بزوغ الفجر، يناقشهم تحديات الري وجهًا لوجه. وقد اخشوشنت راحة يدَيه من مباشرة أساليب الإصلاح كتفًا بكتف مع العمال.
فغدت نُظم توزيع المياه مضرب المثل في العدل بفضل إشرافه المباشر. وباتَ المواطنونَ، الذينَ طالما ساورَتْهُمُ الريبة من أيِّ سلطةٍ، يَرفَعونَ قضاياهُم الآنَ إلى مجلسِهِ بثقة، إذ ذاع صيت قائد يُصغي أكثر مما يُملي، وتسبق حكمته قوله.
وما إنْ أهلَّ عامُ 1955، حتى كانتِ العينُ قد استحالتْ واحةً خضراء مزدهرة، تدهش الزوّار بمزارعها بديعة التنظيم، حيث كانت الصحراء يومًا سيدة المكان. لقد كان هذا النموذج المصغَّر للحكم الرشيد نبوءة لما سيُنجزه الشيخ زايد لاحقًا بتحويل كيان بأسره إلى اتحاد قوي وناهض.

القيادة والإنجازات
قاد الشيخ زايد ببراعة أحد أبرز التحولات الوطنية اللافتة في التاريخ. فقد صهرت يداه إمارات متفرقة في كيان موحد وقوي، سرعان ما تبوّأ مكانة عالمية مرموقة بفضل رؤيته الاستراتيجية وحكمه الرشيد المُفعم بالرحمة.
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - مهندسُ وحدةِ الإمارات العربية المتحدة
عندما انقضى عهدُ الحمايةِ البريطانيةِ عام 1971، وجدت الإمارات المجاورة نفسَها أمامَ مستقبلٍ يكتنفُهُ الغموض. وبينما انصرف معظم القادة إلى التفكير في الاستقلال المنفرد، كانتْ رؤيةُ الشيخ زايد تستشرفُ أفقًا أعظمَ وأرحب. فشرع في خوض مفاوضات دقيقة وشائكة، تتحدى إرثًا من التنافس القبلي الممتد لقرون.
وبفضل دبلوماسيته الشخصية الفذّة، استطاع أن يحيل التنافس إلى تعاون، عبر لقاءات أخوية لا تُحصى جمعته بحكام الإمارات المجاورة. كم من فناجين قهوة دارت بينهم وأُفرغت، فيما كانت الأجواء تمتلئ برؤى مشتركة لمستقبل واعد. وكان نهجه يتسم بالمثابرة والاحترام الجمّ، حتى مع أكثر الشركاء ممانعةً. تجاوزَ اتفاقُ ديسمبر في دلالتِهِ مجرد كونهِ توقيعاتٍ على ورقٍ، فقد سخّرَ الشيخ زايد ثروةَ أبوظبي النفطيةَ الضخمةَ للارتقاءِ بجميعِ الإماراتِ، مُجسِّدًا بذلكَ الوحدةَ بأسمى صورِ الكرمِ والعطاء. كما أن تأسيسه لقوات عسكرية موحدة نقل تلك الإمارات التي كانت عرضة للأخطار إلى دولة متلاحمة تمتلك قدرات دفاعية يُعتدُّ بها.
من رحابِ الصحراءِ إلى آفاقِ التنميةِ الشاملة
«لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة، وهي تأخذ دورها المتميز في المجتمع… ويجب ألا يعيق تقدمها شيء… فالنساء، كالرجال، لهنَّ الحق في شغل المناصب العليا وفقًا لقدراتهن ومؤهلاتهن»، بهذهِ الكلماتِ دشّن الشيخ زايد أُسسَ سياساتٍ تعليميةٍ رائدة. فخلافًا للقادةِ الذينَ ضيَّقوا دائرةَ الفُرصِ، بادرَ هو إلى توسيعِها لتشملَ الجنسينِ معًا.
فتفتحت المدارس في أماكن لم تحتضن بالأمس سوى نباتات شوكية يتفيأ تحتها الرُحّل، وبات الأطفال الذين كان مقدرًا لهم أن يرعوا الماعز يجلسون اليوم في قاعات دراسية حديثة. ونالت المرأة فرصًا تعليمية غير مسبوقة، في خطوة تحدّت الأعراف السائدة، وعكست نهجه التقدمي السبّاق.

وامتدَّتْ شبكاتُ الرعايةِ الصحيةِ لتشملَ أرجاءً لم تعرف يومًا الطب الحديث. وكثيرًا ما كانَ يُفاجئُ العاملينَ بزياراتٍ غيرِ مُعلنةٍ لمواقعِ بناءِ المستشفياتِ، ليَقِفَ على جودةِ العملِ بنفسِهِ. فكانتْ بصماتُ اهتمامِهِ الشخصيِّ جليّةً في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، بدءًا من نُظُمِ الريِّ وانتهاءً بمخططاتِ بناءِ الجامعات.
رجل دولة من الطراز العالمي
وفيما كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يُواصل البناء والتنمية في الداخل، كان في الوقت ذاته ينسج شبكة علاقات دولية بتوازن فريد وبراعة لافتة. فقد رأى فيه القادة الغربيون واقعية سياسية، بينما وجد فيه جيرانه العرب أصالة تقليدية راسخة — وتلك معادلة دبلوماسية عسيرة قلّ من أتقنها.
ارتكزَ نهجُهُ الدبلوماسيُّ على أسسِ الاحترامِ المتبادلِ، بعيدًا عن سياساتِ الترهيبِ أو فرضِ الإرادة. وتدفقتِ المساعداتُ بسخاءٍ إلى مناطقِ الأزماتِ، متجاوزةً كلَّ اعتبارٍ للانحيازِ السياسيِّ أو الخلفيةِ الدينية، وتجلت مشاركاته الدولية في رحابة إنسانية صادقة تتجاوز حدود التفاوض.
وتنامى تأثير صوت الإمارات في الشؤون الإقليمية باطراد بفضل توجيهاته السديدة. وأبى الشيخ زايد المساومةَ على مبادئه في سبيلِ المصالحِ السياسيةِ الآنيةِ، متمسكًا بمواقفَ ثابتةٍ حتى وإنْ كانتْ باهظةَ الثمن. وهكذا، بفضل هذه النزاهة النادرة، تحولت دولة فتية خلال جيل واحد إلى طرف دبلوماسي ذو وزن واحترام.
السماتُ الشخصيةُ وفلسفةُ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
تسمو إنجازات الشيخ زايد فوق الإطار السياسي وحده؛ فشخصيته الفذّة هي التي أرست الأساس الأخلاقي المتين الذي تواصل دولة الإمارات البناء عليه. فقد جسَّدتْ سماتُهُ الشخصيةُ مبادئَ القيادةِ النظريةَ وحوَّلتها إلى ممارسةٍ حكميةٍ ملموسةٍ يشهدُها المواطنونَ ويتلمّسونَ آثارَها يوميًا.
حكمةٌ نابعةٌ من قلبِ الصحراء
على خلاف القادة الذين صقلتهم معاهد النخبة، استقى الشيخ زايد أصول الحكم من صميم التجربة الصحراوية الأصيلة. فكثيرًا ما كانتْ جولاتُ الصباحِ على ظهورِ الإبلِ تتحولُ إلى مجالسَ عفويةٍ لحلِّ المعضلاتِ، حيثُ كانَ شيوخُ القبائلِ يطرحونَ تحدياتِ مجتمعاتِهم عليهِ مباشرةً.
فكان الصبرُ والأناةُ طبعا نهجَهُ حتى في تعاملِهِ مع أكثرِ القضايا تعقيدًا وجدلاً. وبينما كان قادة عصره يسارعون إلى القرارات، كان الشيخ زايد يترك الحلول تتبلور بهدوء، عبر التأمل العميق والتروي المدروس، مما جنب البلاد نزاعات لا تحصى كان من شأنها أن تعرقل مسيرة التقدم الوطني.
وزيّنت البساطة حياته الشخصية رغم الثروة غير المسبوقة التي تدفقت على أبوظبي. فلطالما أُخذ الزوّار بدهشتهم أمام مسكنه المتواضع وسهولة لقائه، إذ لم تغشَ عينه مظاهر الثراء، ولم تفصله النعم عن نبض حياة المواطنين العاديين.

جسرٌ يمتدُّ بينَ الماضي والمستقبل
نسج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القيم التقليدية في نسيج الحداثة بمهارة متناهية، فازدهر إرث الصحراء جنبًا إلى جنب مع صروح العمران الشاهقة، بفضل جهوده الدؤوبة والمدروسة للحفاظ على الثقافة.
وأضحى التسامح الديني سمة وطنية فارقة في وقتٍ كانت فيه التوترات الإقليمية تجعل مثل هذه السياسات أمرًا نادرًا وجديرًا بالإعجاب. فبُنيت الكنائس، ومارس المسلمون شعائرهم بأمن وسلام دون أي نزاع. فهذه الرؤية الرحبة الشاملة هي التي أرست دعائم الاستقرار القائم على الاحترام المتبادل، لا على الفرض والتقييد.
وكان لشغفه العميق بالبيئة أثر بالغ في تحويل مساحات شاسعة من الأراضي القاحلة، قبل عقود من شيوع مصطلح “الاستدامة” عالميًا. فقد حمى أشجار القرم، وأسس محميات للحياة البرية، وارتدت الصحارى حُلّةً خضراء بفضل أنظمة ري مبتكرة لا تزال شاهدة على رؤيته حتى اليوم.
الإرثُ الخالدُ والصروحُ الشاهدة
إنَّ ما خلّفهُ الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يتجاوزُ حدودَ السياساتِ أو المعالمِ البارزةِ – فقد طبعَ بروحِهِ شخصيةَ أمةٍ بأكملِها. فرؤيته لم تكن قصيدة ختمت عند آخر أبياتها، بل كانت نغمة أبدية تتردد أصداؤها في مسيرة الوطن جيلًا بعد جيل. ولا تزال هذه الرؤية تنبض اليوم عبر مؤسسات دولة الإمارات، ومعالمها، ونهجها الذي يسعى إلى التقدم دون التفريط بجذور الماضي.
صونُ الثقافةِ وحمايةُ البيئة
قبل وقت طويل من أن يصبح مصطلح “الاستدامة” رائجًا عالميًا، كان الشيخ زايد يجسّد مبادئها قولًا وفعلًا. فقد أسّس مناطق محمية في شتى أنحاء الإمارات، بغاية واضحة تتمثل في الحفاظ على ما كانت الصحراء مهددة بفقده. وتُعدُّ جزيرةُ صير بني ياس شاهدًا حيًا وواحدًا من أبرزِ مشاريعِهِ البيئيةِ الرائدةِ. فما كان يومًا أرضًا جدباء موحشة، أصبح اليوم محمية تنبض بالحياة البرية، وتأوي أنواعًا عربية أصيلة كانت مهددة بالانقراض. فهي ليستْ مجرَّدَ معلمٍ للتباهي، بل برهانٌ ساطعٌ على أنهُ رأى في رعايةِ البيئةِ وصونِها مسؤوليةً وطنيةً أساسية.
ولم يكن تقديره للصقارة مجرّد حنين إلى الماضي، بل نظرة عملية ثاقبة. وإدراكًا منه بأن الحفاظ على التراث لا يكفي لصون الأنواع، موّل بنفسه برامج إكثار الصقور، ودعم ممارسات صيد أخلاقية تجمع بين الاعتزاز بالتراث والاستدامة.
وخارجَ حدودِ دولةِ الإماراتِ، يزدانُ اسمُهُ على عشراتِ المساجدِ، ومنها مسجدُ الشيخ زايد في أكسفورد وآخرُ في نيروبي. ولم تكن تلك المساجد مجرد أماكنَ للعبادةِ، بل تُجسِّدُ إيمانه الراسخ بأنَّ فنَّ العمارة، حينَ يرتبط بالإيمانِ والقيمِ، يمكنُهُ أن يُعبِّرَ بوقارٍ وهدوءٍ عن مُثُلِ الأمةِ وقيمِها في الخارج.
رؤيةُ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الخالدة
إنَّ الإنجازَ الأبقى والأعظمَ للشيخ زايد لم يكنْ صرحًا معماريًا أو محميةً طبيعيةً، بل كانَ دولةَ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ ذاتَها. فبصفتِهِ الرئيسَ المؤسسَ منذُ الثاني من ديسمبر عام 1971، أسهمَ بقوةٍ في إرساءِ دعائمِ الأنظمةِ الاتحاديةِ التي لا تزالُ تُنيرُ دروبَ البلادِ حتى اليوم.

لقد عالجَ المغفور له المسائلَ الإقليميةَ الدقيقةَ بحكمة، مثلَ انضمامِ إمارةِ رأسِ الخيمةِ وتوضيحِ الحدودِ مع الدولِ المجاورةِ، متخذًا من لغةِ الحوارِ والتفاوض منطلقًا له بدلًا من منطق القوة. فبالنسبةِ له، كانتِ الدبلوماسية وسيلةً للوئامِ والوحدةِ، لا أداةً للمماطلةِ والتأجيل. وبعدَ وفاتِهِ، رحمهُ الله، شُيّد صرحُ زايد المؤسس في أبوظبي لا ليكونَ مجرَّد شاهد عرفانٍ وتقديرٍ، بل ليكونَ فضاءً عامًا يعكسُ جوهرَ نهجِهِ في القيادةِ: الانفتاحَ، وعمقَ الرؤيةِ، والتجذرَ في الهويةِ الوطنية. وبات هذا الصرح يحتضن الاحتفالات الوطنية والبرامج التثقيفيةَ التي تضمنُ استمرارَ تداولِ قيمِهِ الحيةِ، لا مجرَّدَ عرضِها. وقد واصلَ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال فترة رئاسته حمل مشعل هذه الجهود، محافظًا على المسار الذي رسمه والده، مستكملاً بناء رؤية حولت أراضي الصحراء المتناثرة إلى دولة موحدة تتطلع بثبات نحو المستقبل.
نقطةُ انطلاقٍ حيثُ تجذّرتِ الرؤية
سواءً وجدتَ نفسَكَ تخطو في رحابِ معرضٍ فنيٍّ في السركال أفنيو، أو تقفُ في خشوعٍ وتأمُّلٍ في أحد المساجد، أو تزورُ المؤسساتِ عينَها التي شكّلتْ نسيجَ الاتحادِ، فأنتَ لستَ ببعيدٍ أبدًا عن النقطة التي بدأ منها كل
شيء. ففي موقع مميز على شارع الشيخ زايد، يقدم لك فندق ذا إتش دبي أكثر من مجرد إقامة؛ بل يضعك في الصفوف الأمامية لمعايشة الأماكن والأفكار التي صاغها الرجل الذي حلم بالوحدة قبل أن تحمل اسمًا.
وعندَ تتبُّعِ مسيرةِ تحوُّلِ الإماراتِ من أقاليمَ متفرقةٍ إلى دولةٍ نابضةٍ بالحياةِ، قلَّما نجدُ نقاطَ انطلاقٍ تبدو أكثرَ ارتباطًا من تلكَ التي تقعُ، بكلِّ ما للكلمةِ من معنى، على الطريقِ الذي يحملُ اسمَ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

الأسئلة الشائعة
ما هي أبرز إنجازاتُ الشيخ زايد بصفته مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة؟
نجحَ الشيخ زايد في توحيدِ الإماراتِ السبعِ عامَ 1971، مُؤسِّسًا بذلكَ دولةَ الإماراتِ العربيةِ المتحدة. وقد سخّرَ ثروةَ النفطِ لبناءِ البنيةِ التحتيةِ والمستشفياتِ والمدارسِ، وعملَ على ترسيخِ نهجٍ دبلوماسيٍّ متوازنٍ وصونِ البيئة.
كيفَ أسهمَ الشيخ زايد في تنميةِ دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة؟
حرصَ الراحل على أن تعودَ عائداتُ النفطِ بالنفعِ على جميعِ المواطنينَ من خلالِ توفيرِ التعليمِ المجانيِّ والرعايةِ الصحيةِ والإسكانِ اللائق. كما عملَ على تنويعِ مصادرِ الاقتصادِ وأولى اهتمامًا خاصًا للتعليمِ العاليِّ وتمكينِ المرأة.
من هم أبناءُ الشيخ زايد وما أدوارُهم في قيادةِ دولةِ الإمارات؟
قادَ ابنُهُ المغفورُ لهُ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان دولةَ الإماراتِ من عام 2004 إلى 2022. ورسمَ صاحبُ السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيسُ الدولة الحالي، ملامحَ السياسةِ الخارجيةِ والدفاع. ويشغلُ أبناءٌ آخرونَ مناصبَ حكوميةً رفيعة، بينما تدعمُ كريماتُهُ المبادراتِ الثقافيةَ المتنوعة.
ما الأهميةُ التاريخيةُ لعائلةِ آل نهيان الكريمةِ في تأسيسِ دولةِ الإمارات؟
تحكمُ عائلةُ آل نهيان إمارةَ أبوظبي منذُ القرنِ الثامنِ عشر، وأسهمتْ تحالفاتُها القبليةُ وقيادتُها الرشيدةُ في إرساءِ دعائمِ الاستقرارِ، وكانَ لها دورٌ محوريٌّ في قيامِ دولةِ الإماراتِ عبرَ مبادئِ المشاركةِ والوحدة.
ما أسباب وفاة الشيخ زايد، وما أثرها على دولة الإمارات؟
انتقلَ المغفورُ لهُ بإذنِ الله إلى جوارِ ربِّهِ عامَ 2004 عن عمرٍ ناهزَ 86 عامًا. وأكدت عملية الخلافة السلمية حينها صلابة مؤسسات الدولة، فيما شُيدت العديدُ من المعالمِ البارزةِ تخليدًا لذكراهِ وإرثِهِ العظيم.
ما المبادئُ والقيمُ الأساسيةُ التي رسّخَها الشيخ زايد خلالَ قيادتِهِ؟
أرسى الشيخ زايد قيمَ التسامحِ، ورعايةَ البيئةِ، والتنميةَ البشرية. وكان يؤمن إيمانًا راسخًا بأن ثروة الأوطان الحقيقية تكمن في شعوبها، لا في مواردها.